«فرانس برس»: سويسرا تسجل زيادة في حوادث العنصرية وكراهية الأجانب خلال 2024
«فرانس برس»: سويسرا تسجل زيادة في حوادث العنصرية وكراهية الأجانب خلال 2024
أظهرت إحصاءات رسمية صدرت الأحد أن سويسرا شهدت ارتفاعًا حادًا في حوادث العنصرية وكراهية الأجانب خلال عام 2024، بما في ذلك أكبر زيادة في الاعتداءات ضد المسلمين والعرب.
زيادة بنسبة 40%
سجلت اللجنة الفيدرالية السويسرية لمكافحة العنصرية 1211 حادثة تضمنت خطابات كراهية واعتداءات جسدية وتهديدات وسلوكيات تمييزية أخرى قائمة على العرق أو الانتماء الديني، ما يمثل زيادة تناهز 40% مقارنة بالعام السابق وفق فرانس برس.
واصلت مثل هذه الحوادث ارتفاعها في سويسرا، الدولة الغنية الواقعة في جبال الألب والتي يبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة، نحو 40% منهم لديهم خلفيات مرتبطة بالهجرة.
وصفت اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية والمنظمة السويسرية لحقوق الإنسان هذا الارتفاع بالـ"ملحوظ بشكل خاص"، مشيرتين في بيان مشترك إلى عدة عوامل أسهمت في تفاقم الوضع، أبرزها التوترات الجيوسياسية، وتصاعد الاستقطاب في الخطاب العام، وزيادة الوعي والرغبة في الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث.
كشف التقرير أن الحوادث الأكثر شيوعًا استهدفت الأجانب والأشخاص ذوي البشرة السوداء، حيث شكلت هذه الفئة نحو 65% من جميع الحالات المسجلة.
الاعتداءات ضد المسلمين والعرب
بيّن التقرير أن التمييز ضد المسلمين والعرب في سويسرا شهد الزيادة الأكبر مقارنة بعام 2023، حيث بلغ عدد الحوادث المسجلة أكثر من 350 حالة، وسجلت أيضًا نحو 80 حالة اعتداء ضد أشخاص من أصول آسيوية، بالإضافة إلى 66 حالة مرتبطة بمعاداة السامية.
وأفادت اللجنة بأن معظم الحوادث تضمنت اعتداءات لفظية، في حين أُبلغ عن نحو 100 حالة عنف جسدي بدوافع عنصرية.
وشهدت الحوادث المصنفة ضمن "خطاب الكراهية" أكبر زيادة خلال العام، مع تسجيل 149 بلاغًا، إضافة إلى أكثر من 400 تعليق مهين، ونحو 300 حالة إهانة، وأكثر من 100 تهديد موثق.
كشف التقرير أن نحو خمس الحوادث المبلغ عنها وقعت داخل مؤسسات تعليمية، لا سيما في المدارس الابتدائية والثانوية، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخلات تربوية عاجلة لمكافحة التمييز والعنصرية منذ المراحل المبكرة.
لطالما شكلت قضايا العنصرية وكراهية الأجانب تحديًا متزايدًا في المجتمعات الأوروبية، وسويسرا ليست استثناءً رغم صورتها كدولة محايدة ومزدهرة، ومع تصاعد الأزمات الجيوسياسية والنزاعات الدولية، ارتفعت وتيرة التوترات داخل المجتمعات المحلية، ما أوجد مناخًا خصبًا لانتشار خطابات الكراهية والتمييز، ودفع منظمات حقوق الإنسان والهيئات الأممية إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بإجراءات حازمة لتعزيز التسامح والتعايش السلمي.